بعد عام من الانفجار البركاني.. أطفال "تونغا" يكافحون من أجل النوم

بعد عام من الانفجار البركاني.. أطفال "تونغا" يكافحون من أجل النوم

في تونغا لا يزال الأطفال نازحين وخائفين وقد واجهوا اضطرابات كبيرة في تعليمهم وصحتهم العقلية بعد مرور عام من ثوران بركاني، وما أعقبه من موجات تسونامي دمرت مئات المنازل والمدارس في جميع أنحاء البلاد، حسب ما ذكرت منظمة "إنقاذ الطفولة".

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، اندلع بركان هونغ تونغا- هونغ هاباي بعنف في 15 يناير 2022، ما أدى إلى تغطية جزء كبير من تونغا بالرماد وتسبب في حدوث تسونامي وصل ارتفاعه إلى 15 مترًا، وتأثر أكثر من 80 ألف شخص -أو حوالي 75٪ من سكان البلاد- من جراء الكارثة، بما في ذلك ما لا يقل عن 28 ألف طفل.

ومع اقتراب الأطفال من العام الدراسي الجديد، واستمرار تعرض العديد من المدارس لأضرار بالغة، اضطر البعض إلى الانتقال لمجرد الحصول على التعليم بينما يعيش المئات غيرهم في مساكن مؤقتة بعد نقلهم من المناطق الأكثر تضررًا، ويستمر ظهور علامات الضيق على الأطفال، حيث يعاني بعض الأطفال من الكوابيس ويكافحون من أجل النوم ليلاً.

وقعت الكارثة التي تسببت في أضرار تقدر بنحو 187 مليون دولار أمريكي -ما يقرب من 36.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتونغا- بينما كانت البلاد لا تزال تتعافى من آثار الإعصار المداري هارولد لعام 2020 والخسائر الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

قالت "لوز" البالغة من العمر 10 أعوام، والتي كانت تعيش في قرية ساحلية صغيرة في تونغا، إن عائلتها فرت لإنقاذ حياتها عندما ثار البركان، تتذكر الطفلة: "كنت في المنزل مع أجدادي.. كان أول دوي للثوران، أعتقد أنه وكأن هناك عمالا في المنطقة.. وعندما جاء الدوي الثاني ركبنا شاحنتنا بسرعة وهربنا.. لم نأخذ أي شيء معنا.. لم نأخذ أي طعام أو أي ضروريات أخرى.. سافرنا ورأينا عائلات تقف على جانب الطريق، لذا توقفنا وأوصلناهم.. لقد أنزلناهم بعيدًا عن مكانهم، في مأمن من وصول البركان".

غمرت المياه منزل "لوز" من قبل كارثة تسونامي اللاحقة، وفقدت الأسرة معظم ممتلكاتها، وبعد مرور عام، لا يزال حقل العائلة مغطى بالحطام، بما في ذلك أشجار جوز الهند المتساقطة والأسلاك الكهربائية، ما يجعل الزراعة، أمرًا مستحيلًا، وهي مصدر رزق الأسرة.

قالت جدتها، سونيا، 72 عاماً، إنه لم ينجُ أي منزل في قريتهم من كارثة تسونامي، موضحة: "إذا تُرك منزل ما زال قائماً، فهناك كمية كبيرة من مياه البحر والرماد داخل هذا المنزل .. لم يترك لنا البركان أي شيء ذي أهمية أو فائدة".

وقالت "سونيا" عن دعم منظمة إنقاذ الطفولة: "ولكن عندما أتيتم ووزعتم الموارد، كان ذلك نعمة كبيرة لنا نحن الآباء وكذلك الأطفال.. ربما لم يكن لدى بعض الأطفال أي مواد مدرسية أو حتى حقيبة ظهر".

وقال رئيس منظمة إنقاذ الطفولة في تونغا، مايموا مافيليو، إن أطفال تونغا عانوا من كوارث متعددة في السنوات الأخيرة، موضحا: "لقد مر عام على الانفجار البركاني، ولا يزال الأطفال يعانون من الكوابيس ويكافحون من أجل النوم ليلا، بالنسبة لأي شخص، ناهيك عن طفل، فإن تجربة فقدان منزلك وممتلكاتك والخوف على حياتك يمكن أن تكون لها آثار سلبية كبيرة على صحتك العقلية وعافيتك، في المستقبل".

وتابع: "بالنسبة للأطفال، فإن الذهاب إلى المدرسة والبقاء محاطين بأصدقائهم يمكن أن يساعدهم في التغلب على آثار المعاناة من كارثة، لكن الحالات الأولى من كوفيد-19 وصلت بعد أسابيع قليلة من وقوع كارثة تسونامي، ولذلك أُجبر الأطفال على البقاء في المنزل بدلاً من ذلك".

ويعيش الأطفال أيضًا في خوف من حدوث كارثة أخرى، وللأسف، في نوفمبر 2022، تحقق هذا الخوف عندما حدث زلزال آخر تلاه تحذير من تسونامي، ما أجبر آلاف العائلات على الفرار من منازلهم في منتصف الليل مرة واحدة تكرارا.

وشدد "مافيليو": "سكان تونغا يتمتعون بالمرونة، ولكن هذه الأنواع من الأحداث الصادمة يمكن أن تؤثر بشكل خطير على رفاهية الطفل وصحته العقلية، لذلك نحتاج إلى التأكد من أن جهود التعافي طويلة الأجل بقيادة المجتمع ووضع الأطفال في مركزهم".

وبالشراكة مع وزارة التعليم والتدريب في تونغا، والمفوضية الأسترالية العليا في تونغا، أرسلت منظمة إنقاذ الطفولة ووزعت مجموعات الفصول الدراسية، ولعب الأطفال، وألواح الطباشير، وأقنعة الوجه، ومعقمات الأيدي، والحقائب المدرسية إلى المدارس المتضررة من الكوارث في تونغا.

وفي نوفمبر 2022، اشتركت منظمة إنقاذ الطفولة مع وزارة التعليم والتدريب في تونغا لإطلاق برنامج (AHP تونغا هونغ هاباي) للإنعاش والقدرة على الصمود، والذي سيدرب الممثلين في جميع المدارس في تونغا للاستعداد بشكل أفضل للمخاطر وحالات الطوارئ، وإنشاء لجنة المدارس الآمنة لتنسيق أنشطة وتمارين القدرة على الصمود والحد من مخاطر الكوارث، وتحسين تخطيط السياسات والتوجيه.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية